الطفل حسين الراشد يتحدّى الإعاقة ويحقق البطولات

قياسي

الطفل حسين الراشد يتحدّى الإعاقة ويحقق البطولات

 
دائما ما تتردد هذه العبارة (لاشيء مستحيل) على الألسن ولكنني أحببت أن أقف عليها من لسان الطفل حسين بن إبراهيم الراشد البالغ من العمر تقريبا ١٢ سنة بعد مشاهدة مقطع فيديو مؤثر يتحدث فيه عن مسيرته. وُلد حسين بلا أطراف (رجليه من الركبة، ويده اليمنى من المرفق، وأصابع يده اليسرى ماعدى الإبهام) ولكنه تحدى الإعاقة ولم يجعلها تقف حاجزا عن تحقيق أحلامه وطموحاته، وأصبح يعتمد على الأطراف الصناعية،  وشارك في العديد من المسابقات الرياضية ومنها كان أحد أبطال السباحة لمسافة 50 متر.


هي قدرة الله وقضاؤه ومشيئته بأن وُلد حسين بهذه الحالة وقد سٓلّم والداه أمرهما إلى الله عز وجل فهو نوع من أنواع البلاء وجزاؤهما عند رب العالمين على صبرهما و وقفتهما ومعاناتهما، فقد كانا نعم العون لابنهما حسين ليتخطى جميع العقبات بحسن الرعاية والحكمة والتشجيع والرفع من همته وعزيمته. وكانا حريصين على إشراكه واصطحابه معهما للانخراط والتعايش مع المجتمع فليس في ذلك عيب ولا حرج يمنعه من ممارسة حقوقه كغيره من أبناء المجتمع لكي لايشعر بأي نقص، وقد ساهم ذلك كثيرا في تخطي العزلة والشعور بالعجز والإعاقة، وفتح أبواب كثيرة له. كما أنه التحق بالمدرسة وأصبح من المتفوقين، وتم التحاقه بالإتحاد البحريني لرياضة ذوي الإعاقة وانضم إلى فريق السباحة وتوفّق بأن يكون مع أحد المدربين الأكفاء المخلصين الذي اعتبر ذلك تحديا ليصنع من حسين بطلا وقد نجح في ذلك، وهذا ما كان من شهادة حسين في حق والديه والكابتن (ياسر النمشان) الذين كان لهم فضل كبير عليه بعد الله عز وجل.


حسين هو أحد النماذج الذين يُفتخر بهم لما يتمتع به من عزيمة قوية وإرادة وإصرار وكفاح ومثابرة وثقة بالنفس وطموح عال بالرغم من فقده لأطرافه؛ ولن أقول لإعاقته لأنه بحمد الله تحدى تلك المرحلة وتخطاها بشجاعة ليوجه رسائله الملهمة لغيره من أصحاب الاحتياجات الخاصة وغيرهم ممن يرفلون بنعمة الصحة والعافية بدون نقص ولا إعاقة  في أعضائهم ، ولكنهم استسلموا من بداية حياتهم لبعض العقبات والتحديات التي لا تُذكر وكبّلوا أنفسهم  بقيود بسبب نظرتهم السلبية… لقد اختتم حسين حديثه برسائله المحفزة: “لاشيء مستحيل في هذه الدنيا”… “ضع لنفسك هدفا واسع لتحقيقه ولاتهتم بالمحبطّين”.


كم أنت عظيم ياحسين بإرادتك وعزيمتك وإصرارك وأهدافك السامية وطموحك وسعيك لتحقيق البطولات العالمية… نسأل الله لك التوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة وتحقيق ماتصبو إليه فذلك ليس مستحيلا عليك وعلى أمثالك ممن يملكون الهمة العالية. أنت نموذج رائع وقدوة للآخرين بغض النظر عن حالتهم، وينتظرك بمشيئة الله مستقبل واعد زاهر مشرق بالتميز والنجاح والدرجات والمراتب العليا لتكون أحد السواعد التي تساهم في نهضة ورقي الوطن.


عبدالله الحجي

٢٠٢٠/٩/٢٩