لا لوم عليك أبا يوسف..
لا لوم عليك أبا يوسف إن بكيت بدل الدموع دما
ولا لوم عليك لو بان الانكسار وخارت القوى
ولا لوم عليك لو قلت على الدنيا العفا
كيف سيطيب لك فيها مأكل ومشرب
وما قيمة مابقي من العمر بعد الحبيب أبي أحمد
ببالغ الحزن والأسى تلقينا الخبر المفاجئ لرحيل أخينا يوسف بن أحمد المصرنده (بوأحمد) الذي فجعنا وآلم قلوبنا وأعاد ذكريات الطفولة والشباب. نعم إنه أخ وحبيب وجار وصديق الطفولة، تربينا ولعبنا وترعرعنا معا في حي الرفعة الشمالية، ودرسنا معا وذاكرنا معا وقضينا أجمل الأوقات مع باقي الأصدقاء الذين كان لهم حضور في ليلة الدفن التي كانت قاسية على قلوبهم حيث يغيب الثرى أحد أعضاء جسدهم، وأحد أغصان تلك الشجرة التي تأصلت جذورها وتشعبت غصونها.
وإن غيب الثرى جسده فمثله لا يمكن أن يُنسى بذكره الطيب الجميل. وبما اتصف به من الهدوء والأدب والخلق الرفيع والتواضع والاحترام والتقدير للآخرين. وكيف ننسى ذلك الوجه الجميل الذي تزينه الابتسامة اللطيفة التي تنم عن لطافة وطيبة قلبه المكنون حبا للآخرين.
هي الدنيا لاتعرف لها خليل ولا حبيب، وما منا إلا عابر سبيل راحل في أي وقت لايعرف إن كان الأجل سيمهله للحظات وداع الأحبة قبل الرحيل أم يباغته ويترك لوعة في القلوب كما كان مع فقيدنا الغالي. هي الدنيا لعلنا نتعض بمن سبقونا ونحسن فيها ونتزود منها بما ينفعنا بعد الرحيل، ونترك بصمة جميلة وذكرا طيبا.
تغمد الله فقيدنا الغالي أبا أحمد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وألهمنا الصبر والسلوان بفقده، ولاحول ولا قوة إلا بالله العظيم… إنا لله وإنا إليه راجعون.
وافاه الأجل يوم الأربعاء ١٤٤٠/١/١٨ – ٢٠١٩/٩/١٨
عبدالله الحجي
٢٠١٩/٩/١٩ م