أصبح يوم ٢٣ سبتمبر من كل عام راسخا في الذاكرة للاحتفاء بذكرى اليوم الوطني لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود في عام ١٩٣٢م (٢١ جمادى الأولى ١٣٥١ هـ).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “لا خيرفي الوطن إلا مع الأمن والسرور”. يرفل وطننا ولله الحمد بعديد من النعم وعلى رأسها نعمة الأمن والأمان التي تجلب السعادة والاستقرار للمواطنين. ومن أكبر النعم ماحبانا الله به من وجود الحرمين الشريفين على أرضنا وشرفنا بخدمتهما. ومن أبرز الإنجازات التي تعد فخرا وعزا للوطن ماحظي به الحرمان الشريفان من اهتمام بالغ وعمارة وتوسعة شاسعة من قبل حكومتنا الرشيدة في كل عهد لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الحجاج والمعتمرين والزائرين إلى جانب التنظيم وتأمين الأمن والسلامة والبيئة الصحية ليؤدي الجميع عبادتهم في راحة ويسر وسهولة وطمأنينة.
اليوم الوطني لايعني بأن يكون فرصة وإجازة للسفر والاستمتاع خارج الوطن كما يفعل البعض بل الأولى أن يستمتع كل مواطن بوقته على أرض الوطن مستعرضا أهم الإنجازات الوطنية العامة التي تحققت خلال العام، والإنجازات الخاصة التي قدمها للوطن وللمواطنين. ومن أسمى الأهداف في هذا اليوم ربط الأبناء بالوطن، وتعميق العلاقة وغرس الحب والوفاء والولاء للمحافظة عليه، والعمل بجد ومثابرة في مختلف المجالات للتطور والازدهار، وتمثيله بالصورة المشرفة التي تليق به في الداخل أو الخارج.
لاشك بأن كل مواطن تربطه علاقة فطرية ووجدانية بالوطن مما يجعله يعمل بجد وإخلاص وتفاني في المجال المهني وفاء وعرفانا لحق الوطن عليه. لقد قضينا وطرا في شركة أرامكو السعودية التي نفذت العديد من المشاريع عبر العقود الماضية والتي جسدت فيها السواعد الوطنية أعلى درجات التفاني والكفاح والمثابرة والتضحية براحتها وراحة أهلها لإنجاز هذه المشاريع العملاقة للغاز والنفط لدعم اقتصاد الوطن. وكذلك كان الحال مع باقي الشركات والمؤسسات ومنظمات العمل في مختلف القطاعات بالعمل الدؤوب لكل مافيه رفعة وسيادة وازدهار الوطن. ومع رؤية المملكة ٢٠٣٠ هانحن نشهد التغيير والتجديد لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط بشكل رئيس في الإيرادات.
وعلى المستوى الشخصي نلاحظ التوجه من قبل الكثير من المواطنين للخدمات الاجتماعية التطوعية والتي لم تغفلها الرؤية الطموحة. أعداد المتطوعين من الذكور والإناث في ازدياد مستمر يعملون بدون مقابل مادي يقدمون خدمات جليلة في مختلف المجالات التطوعية الاجتماعية والثقافية والتنموية والصحية والتعليمية وغيرها سعيا لراحة المواطنين ورقي الوطن. واليوم الوطني قد يكون فرصة جيدة لاستعراض أبرز الإنجازات التطوعية ووضع أهداف جديدة والمشاركة في تدريب وتحفيز وخلق أفراد فاعلين، وعدم المساهمة في خلق مجتمع اتكالي وعاجز يقف متفرجا معتمدا على عدد محدود جدا من المتطوعين.
وبهذه المناسبة نقدم التهنئة باليوم الوطني لحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وجميع المواطنين سائلين المولى أن يديم علينا نعمة الأمن والسلام والوحدة والتلاحم.
عبدالله الحجي
٢٠١٨/٩/٢٣