لستُ سيداً!!
[مواقف طريفة ومحرجة]
بعد صلاة الفجر أمسكت بكتاب الله لقراءة ماتيسر
وإذا بشخص واقف بجانبي
سلام بحرارة.. وشوق.. وقبلات
أحوالكم؟ … صحتكم؟
اشتقنا لكم.. لم نركم منذ زمن
نظرت إليه باستغراب
يمينا… يسارا
أغلقت المصحف
قلت لعله يكون أحد الأحبة الذين التقيت بهم من قبل
فخانتني الذاكرة وتبخر اسمه مع ماتبخر لطول الفراق
فتشت في ذاكرتي لاسم مناسب وعصرتها عصرا فلم أجد
توقعته أن يُعرف بنفسه ليُنشط الذاكرة وتستعيد الذكريات.. لكنه لم يفعل
فما كان مني إلا أن بادلته التحايا بحرارة وشوق
وقلت له أين هذه الغيبة؟… نحن مشتاقون لرؤياكم؟
أجاب بانشغاله بمشاغل الحياة التي لاتنتهي
ثم ودعني نراكم على خير ”سيدنا“
أفقت مما أنا فيه فحمدت الله وتبسمت وقلت له نراك على خير
***
يوم آخر كنت جالسا عند حماة الصلاة عند بوابة المسجد لانتظار الصلاة
فإذا بذلك الشاب سلم على الجماعة وجبرني على القيام
وسلم بحرارة وقبلات ولم يبقى إلا الأحضان
استغرب من برود سلامي عليه، ونظراتي إليه بعلامات التعجب
لم يتمالك نفسه فقال لعلك نسيتني؟
قلت في نفسي الله المستعان فعدت إلى ذاكرتي لتنقذني باسمه
ولكنها توقفت حائرة
فقلت له بكل شجاعة إذا ممكن تذكرني باسمك؟
تأثر قليلا وانحرج ولكنه قال اسمه واسم عائلته..
ثم قال هل تذكرتني الآن ؟
عدت لسجلاتي القديمة في الذاكرة مفتشا عن الاسم مع الصورة
ولكن دون جدوى..
قلت له بخجل ليس بعد
فقام بتوصيف مكان سكنه وأنني قد أحضرت لهم خزانا في وقت ليس بالبعيد
سمعت ذلك وأخذت نفسا عميقا وقلت في نفسي فُرجت
تبسمت وقلت له لعلك تقصد شخصا آخر يشبهني
نظر إلي باستغراب وقال ألست أنت السيد (فلان) أخ السيد (فلان)
السيد؟! أجبته لا.. أنا لست سيدا
عرفته بنفسي واعتذر بسبب الشبه وانصرف وكأني بالموقف قد سبب له شيئا من الإحراج
***
بعد أيام قابلت الشخص صاحب الموقف الأول
سلمت عليه فرد السلام وتبعها بسيدنا
تبسمت وعرفته بنفسي بكل أريحية
وقلت له لعلك تقصد شخصا آخر
أنا لست سيدا
ألست أنت ذاك الذي؟
لا.. ذاك شخص آخر قد يشبهني
جرى بيننا التعارف وتبين أنه ابن أحد الأصدقاء فحملته سلامي إليه
***
في أحد الأيام كنت ذاهبا لأحد المساجد خارج الحي
قبل أن أدخل المسجد لاحت مني التفاتة لأحد آبائنا كبار السن
لوحت بيدي للسلام عليه
فرأيته ينظر إلي بابتسامته الجميلة وكأنه يعرفني
تأخرت قليلا وصافحته ثم هممت بدخول المسجد
بادرني أحوالكم سيدنا؟
قلت له ولله الحمد بخير وأنتم كيف صحتكم
لم أشأ أن أحرجه.. فقلت هو مجرد سلام عابر
حاولت المضي والإسراع لدخول المسجد
باغتني قائلا لعلك نسيتني سيدنا؟
فالتزمت الصمت وأنا أُحولق وأسترجع بيني وبين نفسي
وقلت حاله حال الكثير من المواقف في شتى المناسبات!!
فحاول تنشيط ذاكرتي قائلا لقد كنا في العمرة مع القافلة الفلانية
هل تذكرت؟
كان الوقت ضيقا لإدراك الصلاة.. فقلت له تقبل الله أعمالكم
وتابعت مسيري لداخل المسجد لكي لا أتسبب له في الإحراج
انتهت الصلاة وخرجت بهدوء ولم أقابله مرة أخرى.
***
لعلني قد أطلت وأكتفي بالموقف الأخير
قبل عامين تقريبا انتهينا من إحدى الفرائض فإذا بأحد المصلين يسألني
هل ذاك الشخص أخوك يا أبا محمد؟ إنه يشبهك كثيرا..
ظننته يقصد الأخ صادق (بومنتطر) فكثير ممن لايعرفوننا يسألونا نفس السؤال بين الأحساء والدمام
حتى الفيس بوك عندما يرى صورته يصنفها مع صوري!
ذهبت معه للتعرف على ذلك الشخص فإذا به السيد يوسف الحسين.
أمسكت به وقلت له مازحا يبدو أنك أنت من سبب لي هذه المعاناة والإطلاق المزيف للقب السيادة علينا..
ثم التقطت معه صورة ونشرتها في الفيس بوك وبعدها أرسل لي صورة لشبيه آخر من سادة قرية الدالوة وقال يوجد غيره أيضا.
حفظ الله السادة الأعزاء ولنا الشرف بمعرفتهم وكسب الشبه منهم والتحلي بخلق جدهم سيدنا المصطفى وآله الأطهار عليهم صلوات الله وسلامه والسير على نهجهم.
عبدالله عباس الحجي
٢٠١٩/٦/١٨