لم الغفلة عن الأضحية؟
– “لو علم الناس مافي الأضحية لاستدانوا وضحوا!!”
– المحفزات والتسهيلات الشرعية واللوجستية كثيرة تشجع على عدم التفريط في تركها في كل عام…
في وقفة على برنامج الأضاحي لهذا العام في مركز حي الملك فهد التابع لجمعية البر بالأحساء تمت الإشادة وتوجيه الشكر والثناء من قبل القائمين للمشاركين في هذا البرنامج الذي شهد تفاعلا وازديادا عن الأعوام السابقة ولله الحمد.
هذا الازدياد هو مؤشر واضح على انتشار الثقافة والوعي لفضل الأضحية ممن سارعوا وبادروا ولكن بالنظر إلى رقم المضحين يعتبر قليلا نسبيا مقارنة بعدد الأسر التي تقطن هذا الحي و أربعة عشر حيا مجاورة له. وكم هي كثيرة تلك المحفزات التي تشجع الأغلبية على الحرص على عدم ترك الأضحية في كل عام سواء في هذا المركز أو أي مركز آخر، ولكنها قد تخفى على الكثير وأحببت الوقوف عليها والتعريف بها في هذه الأسطر المختصرة لكي لايُحرَم الإخوة الأعزاء من الثواب الجزيل.
مما ورد في فضل الأضحية عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: “لو علم الناس مافي الأضحية لاستدانوا وضحوا، إنه ليغفر لصاحب الأضحية عند أول قطرة تقطر من دمها”. ومن المحفزات أن الجمعيات والمراكز قد سهلت على المضحي وماعليه إلا أن يدفع قيمة الأضحية ويتكفلون هم بخدمته بتوفير نوع الأضحية التي يرغب فيها وبالسعر الذي يناسبه ٥٥٠ أو ٧٥٠ أو ١٢٠٠ ريال. وليس ذلك فحسب بل إنه يمكن أن يحصل على الثلث الخاص به، أو النصف للمشاركة مع أرحامه، والنصف الآخر يوزع على الفقراء المستفيدين من قبل الجمعية.
ومن الناحية الشرعية فقد ورد أنها “تستحب استحبابا مؤكدا لمن تمكن منها، ويستحب لمن تمكن من ثمنها ولم يجدها أن يتصدق بقيمتها، ومع اختلاف القيم يكفي التصدق بقيمة الأدنى”. ومن التسهيلات الشرعية ماورد أنه “يجوز أن يضحي الشخص عن نفسه وأهل بيته بحيوان واحد، كما يجوز الاشتراك في الأضحية ولاسيما إذا عزت الأضاحي وارتفع ثمنها”.
مع كل هذه التسهيلات فما المانع من أن ينتشر الوعي ويتم على الأقل المشاركة في أضحية واحدة من قبل الإخوان عن أنفسهم وأهل بيتهم حتى وإن لزم الأمر الاستدانة ليحظوا بمافيها من الأجر والثواب الجزيل وغفران الذنوب. ومن نعم الله علينا أنها ليست مقتصرة بأول يوم من العيد بل ممتدة لثلاثة أيام ليتدارك الأمر من لم تسنح له الفرصة للتضحية في أول يوم.
تقبل الله من الجميع وشكر الله سعي الإخوة القائمين على خدمة الفقراء والأيتام في جميع جمعيات البر ومراكزها الذين نذروا أنفسهم وضحوا بأوقاتهم في أيام العيد لرسم الإبتسامة على شفاه الفقراء والأيتام.
عبدالله الحجي
٢٠١٨/٨/٢٢