الزواج العائلي
هل ينجح ويشق طريقه في مجتمعنا؟
تختلف الآراء وتتفاوت بخصوص الزواج العائلي ومدى تأييده وتطبيقه في مجتمعنا. فهل يتقبله مجتمعنا ويكون له صدى في الأيام القادمة أم أن تطبيقه على نطاق واسع يحتاج إلى زمن طويل حتى يهضمه ويتقبله ويقتنع به المجتمع؟
الغالبية العظمى من مناسبات الزواج في مجتمعنا تقوم بتوجيه دعوة عامة لجميع الأهل والأصدقاء والمعارف للحضور سواء كان على وجبة عشاء أو مرطبات خفيفة. ولايكتفي البعض بإرسال بطاقات الدعوة بل يحرص على الإعلان في مسجد الحي ليطمئن قلبه أنه لم يسقط أحد سهواً. ومن المواقف الظريفة أن شخصاً كان يتمنى الإعلان الصوتي في المسجد ليلياً لمدة أسبوع لزواج إبنته من شدة حرصه لضمان وصول الدعوة لجميع أهالي الحي. مثل هذه الدعوات العامة تنتهي في بعض الزواجات بطابور يمتد من منصة العريس إلى مدخل القاعة وقد يستغرق ساعة للوصول للعريس من أجل تهنئته في أقل من دقيقة. الكثير يتأذى من هذه الظاهرة ويعتبر وقوفه في الطابور لمدة طويلة إهانة وهدر للوقت خصوصا عندما يكون مدعوا في عدد من المناسبات في أماكن متباعدة.
لقد كانت هناك مطالبات على استحياء من البعض، وتطبيق يعد على الأصابع لمفهوم الزواج العائلي الذي يكتفي بدعوة أفراد العائلة وبعض الأصدقاء على وجبة عشاء في حفل صغير لايتجاوز عدد محدود للترشيد في تكلفة الزواج الباهضة، والاستفادة من المبلغ لأغراض أخرى. هذا النوع من الزواج له إيجابياته من الترشيد والبعد عن الفوضى والصخب والازدحام، والوقوف طوال الليل لاستقبال التهاني من الضيوف. إلا أن البعض يرى أن فرحته لاتكتمل إلا بمشاركة كل أحبته ومعارفه سواء من الرجال أو النساء ولايستمتع بالزواج إلا بالازدحام وقضاء وقته طوال الليل وقوفا لاستقبال التهاني، بل ويعتب على من لم يتمكن من الحضور لظرف ما أو لكثرة المناسبات في أماكن متفرقة.
تطبيق مفهوم الزواج العائلي يعتمد على القناعة والحالة المادية والإجتماعية للشخص ومدى تقبله للفكرة وتكيفه معها بين أفراد المجتمع. فالبعض قد لايؤيد الزواج العائلي حسب وضعه الاجتماعي والحالة المادية التي تمكنه من البذل والإنفاق، أو الرغبة في مشاركة أكبر عدد من الحضور وإن كلفه فوق طاقته. فئة أخرى من المجتمع قد ترغب بتطبيقه ولكنها تضع المعوقات التي تقف حجر عثرة في تطبيقه مثل الخوف من كلام الناس والعتب من عدم دعوتهم، والخروج عن العرف الاجتماعي السائد، ورفض الزوجين أو أحد أطراف الأسرة المعنين باتخاذ القرار.
يقول أحد الأصدقاء عرضت على إبني أن أعطيه ٢٠٠ ألف ريال مقابل أن يسافر مع زوجته ويتزوج في أي مكان شاء في العالم، فطلب منه مهلة للتشاور ولكنه عاد إليه بالرفض. سألته وما الذي جعلك تقدم له هذا العرض، فأجاب لأنني أفكر في تكلفة حفل الزواج التي تصل إلى ٦٠٠ ألف على أقل تقدير. في الوقت الراهن ربما لم تؤثر الأوضاع الاقتصادية كثيرا حتى الآن ولم تمس الجيب ويظهر تأثيرها بشكل ملحوظ، ولكن هل يأتي الوقت الذي يرى فيه الزواج العائلي النور وتتشكل قناعة لدى المجتمع وينتشر تدريجياً بشجاعة، ويكون مقبولاً في وسطنا الاجتماعي على نطاق واسع بدلا من الدعوة العامة التي يشارك فيها مايقارب عشرة أضعاف المدعوين؟!
عبدالله الحجي
٢٠١٨/١/١٦
كلام في الصميم ولكن اين من يتجاهل كلام الناس واين من يقتنع واين من يحسب التكاليف الباهضة التي يدفهعا العريس او والده وخصوصا في هذا الوقت الذي يجب فيه الاقتصاد و التدبير في المعيشة…..شكرا لك بومحمد على طرح هذا الموضوع
اسلوبك الراقي وترتيب الأفكار في عرض الموضوع يجعل شريحة من الناس تبدء التفكير في هذه المعطيات مع بداية التقشف وصعوبة الفرص الوظيفية
احسنت يا ابومحمد
اتمنى ان ينجح مثل هكذا زواج
اي العائلي وذلك للترشيد واتمنى ان يتم تطبيقه في العائلات متوسطة الدخل وما فوق لكي يكونوا عبره للعوائل البسيطه با ان يحذو حذوهم في مثل هكذا زواج للتقليل من المصاريف اولا واخيرا
ودمتم