طريق العقير.. ألا يكفيك ماحصدت؟!
– عبدالله الحجي
في فرحة العيد يخرج الأب مع عائلته ليستمتعوا معا بأجمل أوقاتهم على الشاطئ بعيدا عن الازدحام والضجيج والتلوث. ولكن هل ينجو ويعود معهم سالمين غانمين أم تقع عيون زوجته وأطفاله عليه وهو مقطع أشلاء كل عضو قد ارتمى واستقر في موقع، أم يعيش هو ويعيش مشهدا مأساويا يتنقل ببصره من جثة زوجته إلى جثة إبنه وإبنته قد اطمست ملامحهم وتخضبوا بدمائهم؟
هل يفرح من نجا من هذه الكارثة سواء كان سليما أو معلولا بشتى الكسور وقد عاش لحظات أقسى ماتكون على قلبه بفقد أحبته؟ وماقيمة الحياة وهل لها طعم بعد هذه الكارثة التي سيبقى شريطها المأساوي الدموي لايبارح ذاكرته؟
كل ذلك على طريق العقير الذي أصبح يٌعرف بطريق الموت للعدد الكبير من الأرواح التي حصدها وأفجع قلوب الآباء والأمهات والأبناء والأحبة. طريق ضيق مزدحم بعدد مستخدميه من الشركات الكبرى مثل أرامكو وشركة الكهرباء وغيرهم بالإضافة إلى المتنزهين برحلة بحرية. طريق إن نجا منه السائق بأعجوبة من بعض السائقين المتهورين بتجاوزاتهم اللانظامية بعد استنفاذ صبرهم بالقيادة خلف الشاحنات لن ينجو من الجمال السائبة التي تٌركت ترعى ولم يكترث ملاكها بالأرواح التي تٌزهق بسببها في طريق يفتقر إلى السياج التي يحجزها.
عدد الأرواح التي زُهقت كثيرة وأصوات المطالبين قد بُحت ولم تجد من يسمعها وقد تلطخ طريق الموت بدماء الأحبة، ولن يكتفي، ومازال متعطشا للمزيد مادام الوضع على حاله. باسم كل قلب مفجوع وكل مستخدم لهذا الطريق وباسم كل أهالي الأحساء الذين يبحثون عن متنفس بحري بجوارهم نتقدم لقيادتنا الرشيدة الحكيمة -حفظها الله تعالى- بطلبنا لينال هذا الطريق اهتماما وأولوية لتحويله إلى طريق مزدوج وتزويده بكل ما يحتاج من الخدمات والإنارة والسياج ليكون طريقا آمنا بتعاون والتزام السائقين بقوانين وأنظمة السلامة للحد من الحوادث المفجعة.
صحيفة الأحساء نيوز
Check out @hasanewscom’s Tweet: https://twitter.com/hasanewscom/status/907141373207478272?s=08