عمال النظافة بين الإنسانية واستغفال المواطنين
يروي أحد الأصدقاء حكايته مع عمال النظافة قائلا خرجت يوما من داري متوجها للمسجد لصلاة الصبح حاملا كيس القمامة لأضعه في الحاوية فإذا بعامل النظافة واقفا بجانب الحاوية؛ أخذ الكيس ووضعه في الحاوية، فرقّ قلبي لحاله؛ مددت يدي في جيبي وأعطيته بعض الريالات.
توجهت للمسجد وبعد خروجنا وجدت عاملا آخر يتظاهر بأنه ينظف كلما رأى أحدا خارجا من المسجد متوجها نحو سيارته متظاهرا بأنه يكنس الشارع لعله يحصل على مساعدة،. ويبقى يتجول في منطقة صغيرة حول السيارات لأكثر من ساعة تاركا ورقة هنا وورقة هناك لتبرر تنقله من بقعة إلى أخرى.
ويكمل قائلا ذهبت إلى الفوال وإذا بعامل نظافة ثالث يتجول حاملا مكنسته ومترددا بين واجهة الفوال والحاوية التي تبعد عنه أمتارا معدودة وكلما رأى شخصا مقبلا تظاهر بأنه يكنس الشارع ولامبالغة لو قام برمي قطعة هنا وقطعة هناك ليقوم بإزالتها.
يقول خرجت في اليوم الثاني فإذا بالعامل كان جالسا على الرصيف ينتظرني وكرر نفس الشيء وأعطيته المقسوم من الريالات. وفي اليوم الثالث ومابعده قررت ترك كيس القمامة في البيت وركوب السيارة والانصراف لعله يتوقف عن هذه الظاهرة. أما بالنسبة للفوال والمخبز فقد قرر الذهاب إلى مكان آخر ووجد فيه نفس الظاهرة ولكنه غير استراتيجيته مؤكدا على أن مقدار المساعدة ضئيل جدا من الجانب الإنساني ومايزعجه هو اسغفال واستغلال المواطنين بطريقة غير جيدة للحصول على المساعدة. إنتهت حكايته..
عندما تغير مقاول النظافة قبل فترة كان هناك حملة مكثفة من الأمانة لعدم إعطاء المال لعمال النظافة من أجل عدم إفسادهم فاستجاب الكثير لذلك لما لمسوه من سوء الخدمة المقدمة من سابقه. لكن مضت الأيام واشتدت حراررة الصيف فتعاطف الناس معهم بتزويدهم بالماء والعصير والطعام والمال من باب الرحمة والإنسانية.
بعد قصة صديقنا سأكتفي بطرح هذه الأسئلة لعلنا نخرج برأي جماعي لكيفية التعامل مع هذه الظاهرة التي أخذت في الانتشار في بعض الأماكن:
- هل ساهمت تلك المساعدات والوقفة الإنسانية في إفسادهم وجعلهم يجيدون التمثيل واستغلال واستغفال المواطنين للحصول على المساعدة والتسول والتقاعس عن القيام بواجبهم؟ ثم ماذا بعد؟
- أم أن مساعدتهم تبقى عملا إنسانيا مراعاة لظروفهم وقلة دخلهم؟ وإذا كان كذلك فهل من آلية أفضل؟
- وهل تجدي عملية التدوير للعمال وتغيير أماكنهم للتقليل من ظاهرة الاسغفال والاستغلال؟
- أم أن السبيل الأنجع مواجهتهم والتبليغ عنهم؟
وأثناء البحث في جوجل وجدت هذا التقرير في صحيفة الاتحاد الإماراتية بعنوان “عمال نظافة يتسولون… استعطاف المارة بالتحية والتنظيف قرب السيارات والمنازل!!”، وأنصح بقراءته لمزيد من الآراء حول هذه الظاهرة.
عبدالله الحجي
٢٠١٧/٨/٢٣
*ملاحظة
يمكن إضافة أي تعليق أو رأي في الأسفل بدون الحاجة لكتابة الإسم والبريد الألكتروني لمن لايرغب في ذلك. (كلاهما اختياري)
الظاهرة هذي منتشرة في انحاء المملكة بل الخليج كما نوهت و تتركز في الجنسية البنغلاديشية
وشخصياً حصل معي في أحد الصباحات و انا خارج للدوام و اذا بالعامل يطوف و يكنس حول سيارتي مركزاً نظره تجاهي داخل السيارة حتى وصل لبابي قبل أن أغلقه
– سلام عليكم صديق
وصار يؤشر ( مويه مويه )
مددت يدي و اعطيته المقسوم
بعد تحركي اكتشفت أن جاري يضع براد ماء في الخارج لأمثال هذا العامل !
– في الصباح التالي كرر ذات العامل نفس الحركة
فنظرت إليه و أشرت إلى بيت جاري
( أبغى مويه .. هناك موجود )
و سلامتك
الظاهرة صارت مزعجه في المناطق ولكن قلوب الناس طيبه مهما فكروا بأن لايعطون العامل يظل باب الثواب والاجر مفتوح لهم
هي من زاويه نحن من شجعهم على هذه العاده ومن زاويه اخرى طبيعة اهل الشرقيه بجميع طوائفها متعاطفين قلوبهم هشه فيمدون لهم بما تجود انفسهم
ومن منظار اخر تلاحظ بعظهم كبير في السن وقد بان على وجهه قساوة الحياة فتضطر من الخجل وتعطيه
ومن زاويه الكفيل لا يؤمن لهم ماء فترة الصيف اثناء العمل تحت الحراره واخيراً رواتبهم لا تسلم الا بعد شهر او شهرين فكيف يعيش فيضطر للتحايل والأستعطاف من الأخرين وبأي طريقه
هم لا يسألون عن المال هو يسأل عن ماء ولك الخيار اسقيه او اعطيه
بعض عمال اصبح يستغل تعاطف المجتمع معه حتى اصبحوا يتفننون في استغفال المجتمع وخداعهم من الامثلة على ذلك كنت خارج في الصباح الباكر مع الاولاد فلاحظنا عامل النظافة عند الاشارة بعد ان تفتح الاشارة وتذهب جميع السيارات يقوم برمي الاوساخ التي جمعها عند الشارع وبعدما تقف السيارات يقوم بجمعها مع مروره على السيارات المتوقفة اما عامل اخر يقول صاحب البفال وهو سعودي يقول له اكثر من اربع ساعات امام البقالة يسلم على اصاب السيارات ويتظاهر بتنظيف الشارع فكيف التعامل مع هؤلاء المحتالون
أستاذنا الفاضل
ممكن دمج الحالتين و جعلهما مرهونتان ببعض
فيمكنني ان أعرض المساعدة ولكن بعد أن أطلب منه أن يكون شرطي كمواطن ان أرى المكان مالياً.
كأن يكون أن أطلب منه أداء واجبه في شارعنا و سأكافئه عند عودتي او في اليوم التالي.
المشكلة ان بعض الناس يشتغل عامل النظافة لمصالحه الشخصية مثل التنظيف أمام باب داره او غسيل سيارته بعد ساعات دوام العامل و و و
فعندما يجد العامل ان ما بجنيه من هذه الأعمال يفوق راتبه فمن باب أولى أن يراعي مهنته الجديدة….. ودمتم