كيف سقطتَ من النخلة؟

قياسي

كيف سقطتَ من النخلة؟

في زيارة لأحد المرضى جلست بجانبه وهو يروي قصته لأحد الأشخاص الذين أتوا لزيارته وقد وصل إلى منتصف القصة تقريبا فجلست منصتا لمعرفة ماذا حدث وكيف حدث، والزائر يسأله عن تفاصيل التفاصيل لمعرفتها، وهو يجيبه حتى اكتمل من سرد القصة كاملة بتفاصيلها.

بعد دقيقة دخل علينا أحد العائدين وماأن جلس عند المريض ودعى له بالشفاء والعافية وجّه له نفس السؤالوكيف حدث ذلك؟ وأين حدث؟ وماذا جرى؟ التقط المريض أنفاسه وأخذ يعيد سرد نفس السيناريو الذي استغرق منه بضع دقائق.

بعد الإنتهاء التفت إليه أحد أصدقائه الموجودين ممازحا وقال له لماذا لاتسجل القصة كاملة بماحدث وتناولها مع سماعات الأذن كل من يأتي لزيارتك ليسمعها بدلا من أن تعيدها مرارا وتكرارا.. ابتسم المريض وشكر كل من قام بزيارته والتخفيف عنه والدعاء له بالشفاء ولكنه في نفس الوقت لم يخفي ماكان يعانيه من تكرار سرد القصة لكل شخص أو مجموعة تأتي لزيارته والاطمئنان على صحته.

لقد حث ديننا الحنيف على عيادة المريض لمافيها من عظيم الأجر والثواب. قال الإمام أبي عبد الله (عليه السلام): <ينبغي للمريض منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه، فيعودونه فيوجر فيهم ويوجرون فيه، فقيل له: نعم، هم يؤجرون لممشاهم إليه، فكيف يوجر فيهم؟ فقال: باكتسابه لهم الحسنات، فيوجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات، ويرفع له عشر درجات ويمحى بها عنه عشر سيئات.>

إلا أنه تم الحث على الكثير من الآداب لزيارة المريض وعدم الاثقال عليه ومراعاة ظروفه. هذه الظاهرة شبه منشرة بيننا وكل منا يكون شغوفا لمعرفة التفاصيل ولكن هل المريض هو الشخص المناسب لسرد القصة لكل من قام بعيادته وتكرارها عشرات المرات في كل يوم؟ أم أنه يمكن ايجاد آلية أخرى بأن يتولى الأمر أحد أقربائه أو أصدقائه باختصار شديد وعدم الدخول في التفاصيل. ومن أراد المزيد من التفاصيل لايكون أمام المريض نفسه لكي لايتم تذكيره وتكرار ماحدث في كل يوم لما له من تأثير سلبي على نفسيته. ومن ناحية أخرى بعض المواقف قد تكون محرجة للمريض وأن ماحدث له بسبب تقصير منه في اتباع أصول وقواعد السلامة أو أنظمة المرور ولا يرغب في ذكرها وكشفها بتفاصيلها المملة للآخرين

إنها ظاهرة اجتماعية يعاني منها المرضى الذين يرقدون على الأسرة البيضاء، وجميل أن نسمع تجارب الآخرين وأي حلول أو مقترحات لعلاجها أو الحد منها.

عبدالله الحجي

٢٠١٧/٣/٣١

  • لا يشترط كتابة الايميل لأي تعليق، والإسم اختياري لمن أراد أن يكتب اسمه أو أي رمز أو يتركه فارغا.

8 رأي حول “كيف سقطتَ من النخلة؟

  1. ابومحمد س م ع

    هههه هذا سلوك وطباع وعادات تعودنا عليها ما أن نعود مريض او مصاب لا سمح الله في حادث الا ويتبادر لبعض الزائرين لهؤلاء المرضى او المصابين بهذه العبارات والكل يريد ان يعرف تفاصيل الواقعه او المصيبه وماهي احداثها وماهي وقائعها وتفاصيلها الدقيقه و. و. و
    وكأن المصاب خطيب منبر يسرد الأحداث في كل موقع ومكان
    هي طابع الفضول والبعض يحب ان يعرِف الجميع وقائع المصيبه بحذافيرها

  2. بوعلي

    نعم ابن العم ظاهرة اجتماعية وشبه منشرة بيننا وكل منا يكون شغوفا لمعرفة التفاصيل ولكن هل المريض هو الشخص المناسب لسرد القصة .
    👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻😘

  3. ب-ا-ا - بواحمد

    من المؤكد الظاهرة هي عادة اجتماعية تعود عليها كل من يزور مريضا سواء بمنزله
    أو بالمستشفى والتغلب على هذه الظاهرة ليس بالأمر السهل بل يحتاج إلى توعية اجتماعية حثيثة تبدأ من أئمة المساجد و خطباء المنابر …

  4. شاكر سلمان النصير

    تعتبر زيارة المريض من العلاقات الأجتماعيه والتي شجعنا ألأسلام عليها وذلك لأن زيارة المريض في المستشفى تعطيه الكثير من المعنويات التي يحتاجها في حالته, ولكن علينا التقيد والإلتزام بأداب الزيارة قدر الإمكان ومن هذه الأداب :
    – لا يجب التحدث مع المريض بأمور سلبية كالموت والحوادث، بل يحب إطلاعه على الأخبار السعيدة والمفرحة.
    – عدم ذكر آلام الآخرين أمام المريض، فلا يجوز أن يُقال له مثلاً: «احمد ربك أنك بصحة جيدة، فأنا أعرف شخصاً أصيب بالمرض ذاته، لكنه كان يتألم طيلة الليل ويصرخ من شدة الألم…
    – لا يجوز إخافة المريض والتحدث عن طاقم المستشفى بطريقة سيئة، بل يجب دوماً التحدث معه بأمور إيجابية ، التمني له بالشفاء العاجل.
    – لا نسأل المريض عن مرضه، فبعض الأمراض قد تكون محرجة، وقد لا يرغب في التحدث عنها. المهم التركيز على صحته وليس على المرض.
    – عدم إيقاظ المريض في حال كان نائماً. يفضل دوماً العودة لاحقاً لزيارته أو ترك ملاحظة له.
    – المغادرة بهدوء، وإذا جاء زوار آخرون يستحسن المغادرة وإفساح المجال للذين أتوا حديثاً بالجلوس
    جلب زهور طبيعية، لأن باقة الزهر الطبيعي تعني بكل بساطة أننا نتمنى للمريض الشفاء والخروج من المستشفى، قبل أن تذبل أوراق الزهور.
    يعتبر أن أفضل هدية يمكن أن يجلبها الإنسان إلى مريض هو الكتاب. ويشير إلى أن المريض لديه وقت فراغ كبير يمكن أن يملأه بقراءة كتاب أو جريدة، والكتاب يدخله في عالم آخر جميل وممتع ينسيه ماحدث له .

  5. غير معروف

    التفاته لطيفة وظاهرة ارهقت الناس وبنيت عليها الكثير من النكت والطرائف بُغية تنبيه الناس لتلك الظاهرة.

    موفقين لكل خير أخي الغالي أبو محمد 🙋🏻‍♂💐❤

  6. محمد الغزال

    أتفق معك تماماً ولا ألتمس العذر لمن يقول أن هذا من الفضول المعتاد. القصد من زيارة المريض مواساته والتخفيف عنه لا إشباع الفضول

  7. حسين الزرقي

    هذه الحاله فيها يفضفض فيها المريض
    بالنسبه لي دائما اقول اذا تعبت من الكلام
    سجل ماتريد قوله واذا سئلت شغل لهم المسجل

التعليقات مغلقة.