أهو قلة وعي؟
(هذا نفر حتى بعد واحد سنة مافي فايدة… مافي يتعلم!!)
استوقفتني هذه الكلمات من العامل خادم المسجد التي توضح مدى يأسه وإحباطه من عدم تفاعل وتجاوب المصلين بوضع أحذيتهم في الأماكن المخصصة. فطمأنته وقلت له (إن شاء الله في فايدة بعد اثنين أسبوع)…
في كثير من المساجد مع الأسف مناظر غير حضارية وأحذية مطشرة يمينا وشمالا بينما الكشوانات فارغة بالرغم من وجود اللوحات الإرشادية والحث والتنبيه.
عندما بدأت الحملة التوعوية للقضاء على هذه الظاهرة في المسجد لم تكن ردة الفعل من خادم المسجد فقط بل من بعض المصلين، منهم من قال لافائدة من اللوحات التي تدعو لوضع الأحذية في الأماكن المخصصة وقليل من سيستجيب لها! وآخر يقول تعبنا في المسجد الفلاني إلى درجة أن البعض كان يرفض التعليمات من الإخوة الواقفين ويتجادل معهم حتى تركنا الأمر كل يتصرف حسب ثقافته! وآخر يقول قمنا بحملات لكنس الأحذية التي على الأرض وجمعها في زاوية معينة! وآخر يقول وضعنا صناديق مخصصة ولوحات إرشادية “إن لم تضع حذاءك في المكان المخصص سيوضع هنا… (إشارة إلى الصندوق).. وآخر يقول “إن لم تضع حذاءك بنفسك سيضعه لك غيرك“، وعليك أن تبحث عنه..
هل الأمر في غاية الصعوبة إلى هذه الدرجة بأن يرفع كل مصلي حذاءه ويضعه في المكان المخصص ويحفظ رقمه ليخرج ويجده في المكان الذي تركه فيه؟ ربما يكون الأمر صعبا إذا لم يكن الشخص معتادا على النظام والنظافة حسب البيئة التي عاش فيها حينها يكون بحاجة إلى الوقت والمتابعة والتثقيف والصبر حتى يقتنع بذلك ويلتزم ويغير من سلوكه مع الجماعة. ولله الحمد المؤشرات الأولية تبشر بالخير بمدى الوعي والثقافة والإستجابة من الأغلبية في الإلتزام خلال فترة وجيزة من بدء الحملة التوعوية بجدية.
وليس الأمر مقتصرا على هذا السلوك في المساجد فقط بل أمور أخرى في مختلف الأماكن في المدارس والحدائق والأماكن العامة تتعلق بالنظافة والنظام والسلامة وغيرها. قول العامل فيه شيء من الصحة في الأماكن العامة إذا لم يكن هناك حملات توعوية مستمرة واتخاذ إجراءات صارمة ورادعة لمنع تكرار أي ظاهرة أو سلوك غير مرغوب فيه. وحتما عندما تتأصل هذه الثقافات والوعي لدى الوالدين فستنعكس إيجابا على الأبناء داخل وخارج المنزل، ولايغفل دور المدرسة والمسجد أيضا في نشر الثقافة والوعي فهي مكملة لبعضها.
عبدالله الحجي
٢٠١٦/١/١٨