لماذا السفر؟
عند ذكر فوائد السفر أول مايتبادر للذهن الأبيات* التي تقول:
تغرب عن الأوطان في طلب العلى *** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تَفَرُّج هم واكتساب معيشة *** وعلم وآداب وصحبة ماجد
فإن قـيل في الأسفار ذُلٌّ ومحنـة *** وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد
فموت الـفتى خير له من قيامه *** بدار هوان بين واشٍ وحـاسد
بعد عناء عام كامل تحت ضغوط الحياة النفسية في بيئة العمل والدراسة والمنزل والبيئة الإجتماعية ماأحوج الإنسان إلى محطة يتوقف فيها ويستمتع برحلة سواء كانت قصيرة أو طويلة، دينية أو سياحية، داخلية أو خارجية ليحقق الفائدة الأولى ألا وهي تفريج الهم.
نعم إن هذا الفاصل إن تم استغلاله استغلالاً إيجابياً كان له الأثر الكبير على نفسيته في كسر الروتين وتجديد النشاط وإعادة شحن بطاريته ليعود بحيوية مستعيدا طاقته ونشاطه الذي يمكنه من زيادة الإنتاجية والإبداع والتميز. أما إن كان في سفره متعلقا ومرتبطا بكل ما كان يقوم به قبل سفره فكأنه لم يسافر ولن يستشعر قمة السعادة والراحة والإستجمام وسيبقى ملازما للروتين الذي اعتاد عليه، والغريب في الأمر أن بعض موظفي الشركات والمؤسسات لابد وأن يفتحوا بريد العمل الالكتروني في كل يوم ليتابعوا سير العمل وتطوراته ويتدخلوا في اتخاذ القرارات وتوجيه الإرشادات وكأن العمل سيتعطل وينشل عند غيابهم ولن أخوض في ذلك كثيرا فقد تناولته في مقال “مدير الريموت كونترول”.
وإن كان للسفر فوائد جماء فلايكلف الله نفسا فوق طاقتها ولابد من مراعاة الظروف الصحية والقوة الجسدية التي تمكن المرء من الحركة والتنقل. كما لابد من مراعاة الظروف الاقتصادية والالتزامات المادية للشخص وترتيب الأولويات حسب الأهمية لكي لايتحمل فوق طاقته فتكاليف السفر باهظة خصوصا في أيام الإجازات التي يتضخم فيها كل شيء من طيران وفنادق وغيره وتتضاعف التكلفة كلما بعدت المسافة، وطالت المدة، وازداد عدد الأفراد، وارتفع مستوى الخدمة.
ولكن كم هي نسبة الذين يمكنهم الإستفادة من الأسعار المخفضة خارج هذه الفترة؟؟!! بالطبع النسبة قليلة جدا تنحصر فيمن ليس لهم علاقة بالمدارس. وكما قيل مالايدرك كله فلايترك جله ورب رحلة قصيرة لم تتجاوز الثلاثة أيام كان لها مفعول وأثر إيجابي على النفس أكبر من رحلة استغرقت الأسابيع في أجمل بقاع الأرض.
بالإضافة إلى تفريج الهم والراحة والإستجمام وتوسيع الأفق والاستكشاف والاستفادة مما يستفاد منه من آداب وثقافات وحضارات وتجارب وعادات وتقاليد الأمم المختلفة تختلف الفوائد من سفر إلى أخر فمنها ماهو للتجارة وطلب العيش والرزق بعزة وكرامة في أرض الله الواسعة ومنها ماهو لطلب العلم والمعرفة ومنها مافيه التعارف وكسب الأصحاب الأخيار مصداقا لقوله تعالى “وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا”، وهناك سفر يحتاجه الإنسان ليزيد من رصيده الأخروي وكسب شحنات روحانية لتقوية الجانب الإيماني.
كما أن هناك فوائد تنعكس على بناء شخصية الشخص وتنمية وتطوير مهاراته كالقيادة والإدارة والتخطيط والإعتماد على النفس والثقة بالنفس والمغامرة ومواجهة الأخطار والتواصل وكيفية التعامل مع الآخرين من جنسيات وثقافات مختلفة.
عبدالله الحجي
* الأبيات قيل بأنها للإمام علي (ع) وقيل للشافعي
كتابة الاسم اختياري عند التعليق.
كما تفضلت اخي العزيز السفر ضروري جداً لمن يستطيع مادياً وتحت تخطيط جيد وختيار المكان الذي يناسب مزاج وراحة الشخص والبلد المقصود السفر اليه
فربما يكون السفر والبلد الذي قصدته لا تجد الراحه المنشوده بسبب قوانين البلد وعاداتهم وقد يكون المناخ الجوي وذلك لعدم تخطيطك ودراسة البلد الذي قصدة زيارته
فبدل ان تنعم بالراحه والهدوء تتحول سفرتك وراحتك الى جحيم ويبقى السفر حاجه ماسه لكسر الروتين اليومي والبعد عن مشاكل العمل وترويح للنفس وكتشاف العادات والتقاليد للبلدان الثانيه
كلام جميل فى السفر، الحمد لله على السلامه ابو محمد، مع ذلك يجب أن لا يصيب الإنسان بالإحباط إذا لم يوفق للسفر أو لم تسنح له الظروف، سواء ماديه أو معنويه، للسفر
كذلك قرأت مقال أو خاطره تحذر من المبالغه فى الحديث عن السفر امام الاطفال عند الرجوع للمدارس، وكأنه يقول إذا منى الله عليك ان تسافر وتستمتع بوقتك مع العائله أقلها راعى شعور الاخرين، وخصوصا الاطفال، من تسنح له الظروف للسفر لأى سبب كان،
ياليت كاتبنا العزيز يتناول هذا الموضوع فى مقال فى الايام القادمه، خصوصا قبل المدارس
ودمتم،،،
البعض اصبح السفر عندهم عادة
واخرين مثل مايقول المصريون فشخره وان تسلف وان…………..
لكي يقال بان فلان سافر
http://m.alsharq.net.sa/2016/08/24/1573438
صحيفة الشرق
http://www.hasanews.com/6385949.html
صحيفة الأحساء نيوز