رغم الألم..
يسحب قدميه سحباً مع مابهما من إعاقة ليصل إلى بيت الله تعالى، لايهمه مايستغرقه من الوقت، لايهمه مايكابد من العناء الذي لم يقف عائقا أمامه، فكل ذلك يكون نسياً منسيا عندما يقف في جموع المصلين بين يدي رب العالمين يستأنس بمناجاته ويهيم في حبه وعشقه خلال دقائق معدودة. يقف مستندا إلى الحائط بإحدى يديه متكئا على عكازه بيده الأخرى، يركع مع الراكعين، ويسجد مع الساجدين، ثم يقوم بصعوبة مستعينا بعكازه ليكمل صلاته قائما وراكعا وساجدا.
هل قلتَ يركع ويسجد؟
نعم وبصعوبة بالغة ولايكفيه مكاناً واحداً عندما يجلس بل يحتاج لمكان اثنين من المصلين لكي يمد قدمه التي لاتنثني.
موقف لايستطيع المرء إلا أن يشكر الله جل ثناؤه على ما يرفل به من نعمة الصحة والعافية ونعمة الشباب والقوة ويدعو الله لهذا المؤمن وغيره من النماذج التي لم تمنعهم إعاقتهم من الذهاب والصلاة في بيوت الله. موقف يجعل المرء يشعر بالحياء والخجل عندما يرى مثل هذه النماذج التي لم تقطع صلتها ببيوت الله بالرغم مما تكابده من آلام بينما هو يتقاعس عن الصلاة في المسجد وإن كان قريبا منه ويتهاون في أداء الصلاة منفردا متى ماحلا له بعد التفرغ من إنجاز مهامه الدنيوية التي تحتل قائمة أولوياته.
موقف يجعلك تعيد النظر في الأعداد الكبيرة من الكراسي التي أخذت تنتشر في المساجد وكل يشخص حالته بنفسه بأنه عاجز وأنه ممن تجيز له الشريعة السمحاء بالصلاة على الكرسي. ماتشاهده من هذا النموذج هو تحديه لإعاقته وإصراره على الصلاة من قيام رافضا الجلوس على الكرسي بالرغم من احتياجه لمكان واسع ومعاناته للقيام بمساعدة العكاز. مامن شك في أن البعض منهم له ظروفه الخاصة التي لاتمكنه من الصلاة من قيام نسأل الله لهم الصحة والعافية، ولكن البعض منهم قد اختار الطريق الأسهل بالجلوس على الكرسي وحتما سيشعر بالخجل عند مشاهدة مثل هذه الحالات التي لم يقهرها العجز ولم تستسلم بسهولة.
عبدالله الحجي
٢٠١٦/٤/١
مقال جريء …وكما بين الكاتب ان لكل شخص له ظروفه .
السلام عليكم أخي أبو محمد:
التفاتة لطيفة منك تنبهنا لضرورة شكر اللّه على كل نعمة كائنة أو ستكون.
أشرت إلى((موقف يجعل المرء يشعر بالحياء والخجل عندما يرى مثل هذه النماذج التي لم تقطع صلتها ببيوت الله)) هنا نصطدم بأزمة الأخلاق التي تجتاح المجتمع من خلال فئة من الناس فقدت الحياء والخجل لتتربع على سِدّة المواجهة ويصر على كونه اكثر إنسان متواصل ومتّصل بالله وببيوته وفي نفس الوقت تجده هو من تستعيذ بالله عندما ترى أفعاله.
لنُري الناس الدين في أفعالنا لا في اقوالنا فقط وجزاك الله خير الجزاء ودمت لنا قلماً نابضا.
اخوكم….علاء الموسوي
احسنت يا ابا محمد على هذه اللفتة اﻹنسانية الراقية .
واعتقد ان المشار إليه قد عوضه الله بدل اﻹعاقة هذا التوفيق للعبادة بهذه الصعوبة لينال اعظم اﻷجر ويستحق جزيل الثواب .
فسبحان الله يعطي اكثر مما يأخذ فالنثق بالله ونتوكل عليه …
بوعبدالله الرفيعي
يا استاذعبد الله
تراه ياتي بسيارته الى المسجد ويمشي بدون عصى ويصعد الدرج
ويحمل الكرسي باكثر من عشر امتار لوحده ليجلس عليه ليصلي
اتمنى موقف جاد والتركيز عليه من ائمة المساجد واخراج كل الكراسي
من المساجد
اللهم صل ع محمد وال محمد
احسنت اخي العزيز بومحمد
مقال حكيم ومفيد .
احسنت ياابن العم
احسنت طيب الله انفاسك
ابن العم
بفضل الله بعد قراءة المقال على الوالد تم إقناعه بالاستغناء عن الصلاة على الكرسي بالرغم من كبر سنه… أحسنت على هذه الالتفاتة