أبعاد سامية لحملة حديقتنا نظيفة
مبادرة رائدة قام بها عدد من نخب حي الملك فهد بالمحدود وأبناؤهم في حملة إنسانية توعوية تحت شعار “حديقتنا نظيفة“. استمرت الحملة لأكثر من ساعتين شارك فيها عدد كبير من الآباء قبل الأبناء ليكونوا قدوة ومثالا يحتذي به الأبناء في صور جميلة كان لها أبعاد سامية كثيرة وأهداف كبيرة.
لقد جسدت أعلى مراتب التواضع والتعاون والتكاتف والحس الوطني والاجتماعي بين أهالي الحي بغض النظر عن مراتبهم الإجتماعية والمهنية ليقفوا مع أبنائهم مستشعرين المجهود الكبير الذي يقوم به عمال النظافة في إلتقاط النفايا التي لانعبأ بتركها من خلفنا عندما نستمتع بأجمل الأوقات مع أهلنا. صور غير حضارية ينتظرها عمال النظافة في كل صباح من أسر أبت إلا التنصل من المسؤولية والإنسانية ولاتكتمل سعادتها إلا بالفوضى وخلق العناء والشقاء لغيرها، وتتللذذ برؤية من يصول ويجول خلفها ليرفع ماتخلفه ويضعه في الأماكن المخصصة.
بالإضافة إلى الجانب الإنساني، لقد أراد الأهالي توجيه رسالة توعوية عملية أكثر تأثيرا من الخطب والمحاضرات لنشر الثقافة والوعي للمحافظة على البيئة ووضع النفايا في أماكنها المخصصة والتفكير ألف مرة قبل رمي أي علبة أو ورقة في الأماكن العامة كالحدائق والمدارس والشوارع وغيرها. إن أول رسالة هي لترسيخ وتجذير هذه الثقافة والوعي في أذهان أبنائنا المشاركين الذين قاموا بنقل التجربة ونشر الوعي بين أصدقائهم.
في صور جميلة متعددة لقد كان الوافدون على الحدائق ينظرون بدهشة واستغراب لذلك العدد الكبير من الآباء والأبناء بمختلف أعمارهم وهم يقفون بكل فخر واعتزاز غير متحرجين ولامتسترين، صور لذلك الأب الذي يحمل المكنسة وإبنه الذي لم يتجاوز الخمس سنوات يحمل كيسا ليجمع فيه النفايا، صورا لعدد من الآباء يلتقطون الزجاج من أرض الحديقة، صور مؤثرة لأساتذة يدفعون العربات ويشاركون في الحملة أمام طلابهم، صور لعدد من الأطفال وهم يقدمون أكياسا لكل أسرة بمجرد دخولها إلى الحديقة ولسان حالهم يقول لنتعاون مع عمال النظافة ونجمع مالدينا من نفايا لنضعها في الأماكن المخصصة لنفاجئ عمال النظافة بحديقة نظيفة. مامن شك بأن الرسالة قد أدركها مرتادوا الحديقة في ذلك اليوم وينبغي أن تصل لأكبر عدد ممكن وكما اقترح بعض الإخوان بوضع بنرات والاستمرار بتوزيع الأكياس عند المدخل.
والبعد الثالث هو البعد الإيماني والأجر والثواب من الله جل وعلا مقابل النظافة وإماطة الأذى عن الطريق وإدخال السرور على الإخوة. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): “إماطة الأذى عن الطريق صدقة“. وقال (صلى الله عليه وآله): “إن أحب الاعمال إلى الله عزوجل إدخال السرور على المؤمنين.”
عبدالله الحجي
تصوير: عبدالله الياسين
عمل توعوي مباشر جدا ممتاز
وهذا دليل على تكاتف وترابط وتحاب اهل الحي في خدمت الوطن والمواطنين.
واتمنى البقية من افراد المجتمع ان يتعاونوا ويتجابوا في المحافظة على هذه الممتلكات والمرافق العامة فهي ملك الجميع ومن حق الجميع.
وثقافة التطوع في خدمة المجتمع سياسة قديمة ويعتمد عليها حتى المجتمعات الغربية الى اليوم
فهي تدعوا الى ترابط المجتمع وتكاتفه والشعور بالمسئولية تجاه الذات واتجاه الغير .