قبل عدة سنوات دار حديث مع أحد المدراء المتعلقين بالعمل والذين أبوا أن يتقاعدوا قبل إكمال الستين عاماً، فأخبرني مستغربا بأن أحد المتقاعدين الأجانب من الشركة في سن الستين قد عاد ليعمل لدى إحدى الشركات. ثم طرح استفساراً وقد ظهرت على وجهه علامات التأسف ما بال هذا العدد الكبير من شبابنا يتقاعدون في سن مبكر وهم يتمتعون بخبرات عالية وبكامل صحتهم ونشاطهم وقدراتهم على العطاء والإنتاج. فأجبته لابد وأن لكل منهم ظروفه وأسبابه الخاصة التي دفعته للتقاعد المبكر سواء كانت شخصية أو مهنية. لن نخوض في هذا المقال في هذه الأسباب المتعددة التي يطول الحديث عنها.
البعض عندما يحين أوان التقاعد يبدأ باستشارة الآخرين سواء من هم على رأس العمل أو ممن تقاعدوا ولكن لا يمكن أن يحصل على إجابة شافية قاطعة، والشخص المعني هو أفضل من يستطيع اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب مراعياً الكثير من الجوانب والظروف التي تختلف من شخص لآخر.
عندما يتقاعد الإنسان يتحرر من الكثير من القيود ويصبح لديه الكثير من وقت الفراغ الذي إن لم يحسن استثماره قد يكون عليه نقمة ويجلب له الكثير من المشاكل الصحية والنفسية والعائلية وغيرها. فالبعض يتقاعد ويجلس في داره مكتفيا بالأكل والسهر ليلاً والنوم نهاراً بدون أهداف واضحة وخارطة طريق يمشي عليها، ومنهم من يعد له برنامجا يستفيد منه ويستمتع بوقته هو وعائلته، ومنهم من يراها فرصة سانحة للتعدد وتكاثر النسل، ومنهم من يبحث عن فرصة عمل أفضل في منظمة عمل أخرى أو يتوجه للأعمال الحرة ولو بجزء من وقته،، ومنهم من يعمل على زيادة رصيده الأخروي مغتنما ماتبقى من عمره وصحته وقوته قبل هرمه وسقمه، ومنهم من يوازن ويحسن إدارة وقته بحيث لايغفل نفسه وممارسة هواياته، ولايغفل عائلته ويخصص جزءا من وقته لخدمة مجتمعه في شتى المجالات الخيرية والأنشطة الإجتماعية. ومنهم … ومنهم.
لقد وجه هذا السؤال إلى بطل الملاكمة محمد علي كلاي فكيف كانت إجابته؟ لقد أجاب بأنه سيعمل للاستعداد للقاء الله وسيكرس حياته للأعمال الخيرية ومساعدة الناس بكل مايستطيع والعمل على وحدتهم فيما تبقى من عمره لكي يحظى بالعيش في أجمل مكان وهو الجنة. حتما إن الإجابة على هذا السؤال لابد أن تكون واضحة جلية وأن تؤخذ بعين الإعتبار قبل اتخاذ قرار التقاعد.
عبدالله الحجي
٢٠١٥/٨/٤
سؤال فعلا مهم
لا بد ان يكون للموضف مشروع تقاعد مثلما لطالب الجامعة مشروع تخرج والا انفصلت بعض احرف كلمة متقاعد واصبحت مت قاعد
اوجزت فأحسنت اخي عبدالله
التقاعد يعتبر بمثابة الترياق للموظف و المجتمع و الوطن ، فلماذا الأنانية عيش و اترك الباقي يعيش ، لابد من النهاية و خيارتها متعدده فهل نستعين بصديق ؟
لكل منا مفهومه وتعريفه للتقاعد .. ولكن هو خيار ممتاز لشخص مازال لديه الصحة والطاقة للعطاء لترجبة رسالة جديدة ومجال جديد أو الراحة والاستجمام لأن الصحة والعافية والامكانات ستختلف بعد مدة زمنية … لاتكن عبد للوظيفة أغلب حياتك طالما كانت لديك الفرصة للتحرر من العبودية
التقاعد .. هو لحظة التحرر من عالم قيدك طيلة فترة حياتك ، فإذا كانت لديك الفرصه في التنحي من هذا العالم بصحه جيدة فتنحى .. وأترك بصمه وانطباع جيد في هذا الملعب .. لاتكن متغطرس وتستعمل سلاح العبوديه والتمسك في المقعد فخذ نصيبك وأترك المقعد للاخرين لكي يستافد من خبراتهم وطاقاتهم المكنونة ..