لاتحزن على ماأصابك

قياسي
يتمنى الإنسان أمورا ويبذل قصارى جهده سعيا  لتحقيقها ولكن قد يحدث خلاف مايريد فينتابه حزن وكدر ويصارع ويكابد لتغيير الواقع ولكن دون جدوى.
 
مهلا لم الحزن والكآبة؟

عليك أن تسعى لتحقيق ماتريد ولكن ليست السعادة والمصلحة دائما مقترنة بما تريده أنت. تدبير الأمور بيد الله وله حكمة لاتستطيع إدراكها فكن على ثقة بالله عز وجل بأن المصلحة فيما أصابك قد تكون جلية لك تدركها بعد حين أو قد لاتتمكن من إدراكها على المدى القريب، وإن لم تكن دنيوية قد تكون أخروية.
 
كثيرة تلك المواقف والأحداث التي تواجه كل منا وأحيانا ندعو ونتضرع إلى الله ليلا ونهارا ولكن الحكمة الإلهية تحول بين تحقيق المراد وهنا تأتي الإجابة كما ماوردت في دعاء الإفتتاح “ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور” 
 
موقف بسيط حدث حينما حجزت للعمرة الرجبية في فندق قريب من الحرم في برج الساعة قبل 3 أسابيع من الموعد ولكن قبل يومين من السفر فتحت جوالي للتأكد من الحجز فمررت بيدي لألتقط صورة له ولكن فجأة انحذف الحجز ولم أدري كيف حدث ذلك. شعرت بالتوتر وذلك لعدم توفر الحجوزات في نفس البرج فاتصلت بشركة الحجز من الصباح الباكر فقال الموظف بأن الوقت مبكرا وعاود الإتصال الساعة الثامنة. دخلت على الموقع للحجز وكأن شخصاً كان يترصد غرفتي وينتظرها لتقع تحت قبضته ويحجزها بدون تردد.
 
وجدت فندقاً آخر أبعد بقليل من الفندق السابق فحجزت فيه والنفس لازالت متحسرة على الحجز السابق. عدت للمنزل وأثناء تناول العشاء سألتني ابنتي أم محمد أين حجزت فقلت لها أسم الفندق فقالت مستبشرة الحمد لله نفس الفندق الذي حجزنا فيه. لقد حجزت لأداء العمرة وكانت متحيرة في طفليها عند أداء الأعمال وخصوصا أن موعد وصولهم بعد منتصف الليل.
 
وماأن علمت بالحجز في نفس الفندق اطمأنت نفسها ووجدت الحل في ترك طفليها عند أمها في نفس الفندق. حينها أدركت الحكمة مما حدث من إلغاء وتغيير الحجز لكي يسهل الله عليها وعلى زوجها ويحقق أمنيتهما ويكتبهما من المعتمرين ويجنب الأطفال المشقة والعناء.
 
لله الحكمة والتدبير والخير دوما فيما يشاء ويقدر، لاشك ولاريب في ذلك تبارك ربي وتعالى، ونسأله أن يملأ قلوبنا إيمانا وثقة وصبراً واحتساباً في جميع شؤون حياتنا ونفوض أمورنا إليه.
 
عبدالله الحجي
٢٠١٥/٥/١٨


رأي واحد حول “لاتحزن على ماأصابك

  1. في الصميم ،،، المقصود بالتحسس هو المشاركة الفاعلة سواء كانت إجابية او سلبية لانه الهدف من كلا الاشخاص للفاعل و للمتلقي هو لفت الانتباه لشيء ما لم يصل له إدراك الشخص الآخر و كل ينظر لهذا الشيء من زاوية و يحصل الاختلاف فيها فتارة ترى الفاعل يتحسس هذه البطحة و تارة اخرى المتلقي يتحسسها بطريقة اخرى .. تحياتي بومحمد مقال رائع

التعليقات مغلقة.