مواقف طريفة مع الكيمتشي الكوري

قياسي

الكيمتشي هو نوع من الطعام الكوري وهو وجبة أساسية شعبية لايستغني عنها الكوريون. الكيمتشي هو عبارة عن طعام أشبه ما يكون بالمخلل عند العرب وأساسه مادة الملفوف (اللهانة) والثوم الكثير والفلفل الأحمر الحار.


في عام ٢٠١١ ذهبت مع العائلة إلى مدينة سيئول في كوريا الجنوبية للعمل لمدة سنة بعد الإنتهاء من لندن وهذه بعض من المواقف التي لاتنسى مع الكيمتشي الذي يتميز برائحته القوية. في الأيام الأولى قررنا أن نستخدم القطار وما أن ركبنا القطار واشتد الزحام شعرنا وكأننا بحاجة للأكسجين من قوة تركيز رائحة الكيمتشي. بعدها التفتت إلي زوجتي أم محمد وألوانها متغيرة وقالت تكفى ياأبا محمد لانريد القطار ولنستخدم سيارات الأجرة بعيدا عن الإزدحام والرائحة. فقلت لها على الرحب والسعة وبدأنا نستخدم سيارات الأجرة التي كانت رائحتها أخف نسبياً.

وفي أحد الأيام ركبنا سيارة أجرة ولكن قبل أن يبدأ الحركة بدأ كل منا ينظر لوجه الآخر الذي تغير من شدة الرائحة وقالوا دعنا نغير السيارة فأعطيته إشارة بيدي ليتوقف وهذه هي إحدي التحديات لصعوبة التخاطب معهم بغير اللغة الكورية. فتحنا الباب وغادرنا السيارة وقلنا له “خمسا حميدا” أي شكرا. بعدها تآمرت أم محمد وابنيها مختار وعباس ووضعوا استراتيجية بأن أركب أنا أولا في سيارة الأجرة وإذا كانت الرائحة مقبولة نسبيا أعطيهم إشارة للركوب لتفادي الركوب والنزول وأحيانا أوفق وأحيانا لا، حسب ظروف حاسة الشم (ههه). ولكن تم التخلص من هذه المعاناة بعد استئجار سيارة.

لقد كان السكن في بداية الأمر في أحد الفنادق التي عادة تكون مقبولة وبدأءنا البحث عن شقة ولم يخلو الأمر أيضا من المعاناة في الحصول على شقة ملائمة وعندما وجدنا بعض الشقق المناسبة كانت الرائحة هي المنفرة. بعدها شعرت العائلة الكريمة باليأيس و اتخذت قرارا للبقاء في الفندق بحيث أذهب بمفردي للبحث عن شقة.

أعجبتني إحدى الشقق وبعد الكشف عليها كانت مقبولة فانتقلنا إليها. فهل انتهت المعاناة مع الكيمتشي؟ كلا لم تنتهي واستمرت المواقف في الشقة. عند تفحص الشقة فتح أحد أبنائي ثلاجة صغيرة فانعثت منها تلك الروائح القوية جدا والتي ملأت الشقة وكدرت المزاج. تبين أن هذه الثلاجة خاصة للكيمتشي فأغلقناها البتة ووضعنا شريطا لاصقا على الباب لكي لايفتحها أحد بالخطأ. 

ننتقل الآن إلى الثلاجة، فتحتها أم محمد فلم تتقبل رائحتها فبدأت المحاولات بتنظيفها ولم تجدي، ومن ثم استخدام الفحم واستخدام قشور الليمون والبرتقال وإشعال البخور وغيره  ولم يجدي نفعاً. فطلبت أم محمد شراء ثلاجة جديدة فقلت لها سأقوم بآخر محاولة فمددت هوز الماء وأخذت الصابون وأجهدت نفسي في تنظيفها ولكن آثار الرائحة لم تزل وانتهى الأمر بتعطل الثلاجة وركنها على جنب وشراء ثلاجة جديدة ولله الحمد خالية من رائحة الكيمتشي.


ملاحظة: ربما البعض من غير الكوريين أيضا يتكيف مع رائحته ويأكل منه في جميع الوجبات بدون أي تحرج لما فيه من فوائد عديدة.

عبدالله الحجي
١٤١٥/١/٢٧