زفة في الانتظار

قياسي

آماله وأحلامه كبيرة تعيش معه يوما بعد يوم 
يحسب الأيام والساعات، يراقب حركاته وسكناته
يسعد كلما رآه سعيدا، يحزن كلما تكدر صفو عيشه
بذل كل مايملك في سبيل راحته وسعادته
حرص على حسن تربيته وتعليمه
أصبح يترقب يوم زفافه، اليوم الذي طال انتظاره
ليعيش أجمل اللحظات التي لاتنمحي من ذاكرة التاريخ
إنها أمنية كل أب.. إنها أمنية كل أم



محطات يترقبها ليعيش قمة السعادة ترتسم على وجه فلذة كبده
سعادة تغمره وهو يتنقل من محطة إلى أخرى
يرى أيادي الأحبة تجتهد في تنظيف إبنه في يوم زفافه
يقف في ليلة زفافه رافعا رأسه يستقبل تهاني الأحبة 
تهاني، تغاريد أناشيد .. يالها من بهجة 
يالها من سعادة حينما يمشى بجانب ابنه وهو يزفه
يزفه إلى داره … يزفه إلى من تنتظره لتكمل معه مسير الحياة

فرحة لم تكتمل … أحلام وآمال تتبعثر

في لمحة بصر انتهى كل شيء تبددت الآمال
توقف في محطات شبيهة لكن شتان بينهما
توقف في محطات سرقت البسمة من شفتيه
اعتصرت قلبه ألما وحسرة … أجرت الدمع من عينيه
جعلته يصرخ آه آه آه … آهات … أنات … حسرات
لم يتوقع المحطة ليرى ابنه اليوم ممددا أمامه تغسله أياد غير التي تمناها
لم يتوقع المحطة ليحمل جثمانه فوق الأكتاف ويزفه مع الأحبة بقلوب مفجوعة
لم يتوقع أن يزفه لهذا البيت الصغير المظلم، لاأحد في انتظاره.
انتهى كل شيء … توارى ذلك الجمال تحت الثرى..
كيف تحمله قدماه ويتركه وحيدا؟ كيف تطاوعه نفسه بتوديعه؟ 
كيف يستقبل أمه التي تكاد روحها أن تلحق به؟
أيطاوعه لسانه ليقدم لها كلمات العزاء.. ولطالما انتظرت كلمات أخرى؟

إنها سنة الحياة.. أمانة استردت
ربي لا اعتراض على قضائك وقدرك
ربي ارزقنا الصبر والسلوان
ربي ارزقنا الحمد والشكر
ربي اغفر لموتانا وتغمدهم بواسع رحمتك
وأسكنهم فسيح جناتك
إنا لله وإنا إليه راجعون

أصلح الله أحوالنا، وحفظ فلذات أكبادكم من كل سوء، ومتعكم بطول بقائهم، وبلغكم في أفراحهم. 

** ليلة تشييع الشاب حسن ابن الشيخ أمين البقشي الذي وافته المنية إثر حادث وهو في عمر الزهور (٢٤ سنة) رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.

عبدالله الحجي
٢٠١٤/١٢/٤