ومن يسيء للأوطان وينكر فضلها *** عارٌ عليه أن يعيش ويرتع في نعيمها
إلى أي بقعة من بقاع الأرض تتوجه يبقى الحب والحنين والوفاء والولاء للوطن الغالي. كثيرة تلك المواقف التي يعيشها ويشاهدها ويسمع عنها كل منا خارج الوطن والتي يتجلى فيها الإحترام أو الإساءة للوطن وأكتفي بذكر موقفين من رحم الذاكرة.
قبل أربع سنوات تقريبا كنت أتصفح إحدى الصحف البريطانية في القطار اليومي المتجه للعمل وإذا بخبر تصدر الصفحة الأولى يتحدث عن هلع وذعر أصاب ركاب حافلة عندما توقف قائد الحافلة المسلم الصومالي لأداء الصلاة في الحافلة. لقد انحبست أنفاسهم وهم ينظرون إليه بدهشة واستغراب حتى انفتل من صلاته ووصلوا وجهتهم وغادروا الحافلة بسلام. حينها رفعوا ضده شكوى مدعين بأنه أثار في نفوسهم الرعب وظنوا بأنه سيقوم بتفجير نفسه كما ترسب في أذهانهم من مواقف مماثلة معتقدين بأن الشخص يقوم بالصلاة قبل أن يقوم بهذا العمل الشنيع. بغض النظر عن تحليل تصرفه والجنسية التي يحملها والقيام بالصلاة في الحافلة وتأخير الركاب عن مواعيدهم، فهل من مسلم غيور يرضى بزرع مثل هذه الأفكار السلبية وترك هذا الانطباع السيء عن الصلاة وعن الإسلام الذي يدعو للمحبة والسلام.
وفي موقف آخر قبل عدة سنوات كنت في رحلة سياحية في النمسا فتعرفت في الحافلة على أحد المواطنين من سنغافورة وتجاذبنا أطراف الحديث، وعندما سألني عن جنسيتي أخبرته بأني سعودي فتغيرت ملامحه ورأيت علامات الاستغراب والتعجب على وجهه، فسألته عن سبب ذلك فرد قائلا بأنني لم أتوقع أبدا أن تكون من السعودية. لقد ارتسمت في ذهنه صورة وخارطة سيئة مشوهة عن السعودين لماسمعه عن بعضهم من هنا وهناك، ولم تسنح له الفرصة بأن يتقابل ويتعامل مع عدد منهم فعمم هذه الصورة عليهم جميعا وهنا تكمن الخطورة، فأخبرته بأن الخارطة ليست هي الواقع وواصلنا حديثنا ورحلتنا ووضحت له الكثير من الأمور التي تركت لديه انطباعاَ إيجابياَ. ومن لطيف ماحدث أن من ضمن البرنامج السياحي كان الدخول لإحدى المغارات التي تتميز بانخفاض درجة حرارتها ولكنني لم أكن مستعدا لذلك، فأبى إلا أن ينزع الجاكيت الذي كان يرتديه لكي أدخل أنا وجلس هو ينتظر في الخارج لشعوره بالتعب.
كثير منا يمر بمواقف مختلفة خارج الوطن ويتعامل مع الآخرين سواء كان في البرنامج الإبتعاثي أو العمل أو السياحة وهنا تكمن المسؤولية والدور الذي ينبغي أن يلعبه المغترب في رسم الصورة المشرفة لوطننا الحبيب، فإن سلوكه وتصرفاته لاتقتصر على نفسه فقط بل واقعا هو يمثل وطنه ودينه وأي تصرف ايجابي أو سلبي لن ينعكس عليه فقط.
إنها رسالة أوجهها لنفسي أولا بمناسبة اليوم الوطني ولإخواني وأخواتي خارج الوطن للتحلي بالأخلاق الفاضلة، والترفع عن التصرفات المسيئة، ومراعاة الأنظمة والقوانين الخاصة بكل بلد لنكون خير سفراء وخير ممثلين لوطننا الحبيب ولديننا الحنيف فذلك واجب في أعناقنا. ولنعكس صورة مشرفة لوطننا ونكون مثالا للقيم التي تتوافق مع شريعتنا السمحاء وماتحتضنه أرضنا الغالية من مقدسات مشرفة.
٢٦/٩/٢٠١٤
كلنا سفراء للوطن الغالي – صحيفة الشرق
إلى أي بقعة من بقاع الأرض تتوجه يبقى الحب والحنين والوفاء والولاء للوطن الغالي. كثيرة تلك المواقف التي يعيشها ويشاهدها ويسمع عنها كل منا خارج الوطن والتي يتجلى فيها الإحترام أو الإساءة للوطن وأكتفي بذكر موقفين من رحم الذاكرة.
قبل أربع سنوات تقريبا كنت أتصفح إحدى الصحف البريطانية في القطار اليومي المتجه للعمل وإذا بخبر تصدر الصفحة الأولى يتحدث عن هلع وذعر أصاب ركاب حافلة عندما توقف قائد الحافلة المسلم الصومالي لأداء الصلاة في الحافلة. لقد انحبست أنفاسهم وهم ينظرون إليه بدهشة واستغراب حتى انفتل من صلاته ووصلوا وجهتهم وغادروا الحافلة بسلام. حينها رفعوا ضده شكوى مدعين بأنه أثار في نفوسهم الرعب وظنوا بأنه سيقوم بتفجير نفسه كما ترسب في أذهانهم من مواقف مماثلة معتقدين بأن الشخص يقوم بالصلاة قبل أن يقوم بهذا العمل الشنيع. بغض النظر عن تحليل تصرفه والجنسية التي يحملها والقيام بالصلاة في الحافلة وتأخير الركاب عن مواعيدهم، فهل من مسلم غيور يرضى بزرع مثل هذه الأفكار السلبية وترك هذا الانطباع السيء عن الصلاة وعن الإسلام الذي يدعو للمحبة والسلام.
وفي موقف آخر قبل عدة سنوات كنت في رحلة سياحية في النمسا فتعرفت في الحافلة على أحد المواطنين من سنغافورة وتجاذبنا أطراف الحديث، وعندما سألني عن جنسيتي أخبرته بأني سعودي فتغيرت ملامحه ورأيت علامات الاستغراب والتعجب على وجهه، فسألته عن سبب ذلك فرد قائلا بأنني لم أتوقع أبدا أن تكون من السعودية. لقد ارتسمت في ذهنه صورة وخارطة سيئة مشوهة عن السعودين لماسمعه عن بعضهم من هنا وهناك، ولم تسنح له الفرصة بأن يتقابل ويتعامل مع عدد منهم فعمم هذه الصورة عليهم جميعا وهنا تكمن الخطورة، فأخبرته بأن الخارطة ليست هي الواقع وواصلنا حديثنا ورحلتنا ووضحت له الكثير من الأمور التي تركت لديه انطباعاَ إيجابياَ. ومن لطيف ماحدث أن من ضمن البرنامج السياحي كان الدخول لإحدى المغارات التي تتميز بانخفاض درجة حرارتها ولكنني لم أكن مستعدا لذلك، فأبى إلا أن ينزع الجاكيت الذي كان يرتديه لكي أدخل أنا وجلس هو ينتظر في الخارج لشعوره بالتعب.
كثير منا يمر بمواقف مختلفة خارج الوطن ويتعامل مع الآخرين سواء كان في البرنامج الإبتعاثي أو العمل أو السياحة وهنا تكمن المسؤولية والدور الذي ينبغي أن يلعبه المغترب في رسم الصورة المشرفة لوطننا الحبيب، فإن سلوكه وتصرفاته لاتقتصر على نفسه فقط بل واقعا هو يمثل وطنه ودينه وأي تصرف ايجابي أو سلبي لن ينعكس عليه فقط.
إنها رسالة أوجهها لنفسي أولا بمناسبة اليوم الوطني ولإخواني وأخواتي خارج الوطن للتحلي بالأخلاق الفاضلة، والترفع عن التصرفات المسيئة، ومراعاة الأنظمة والقوانين الخاصة بكل بلد لنكون خير سفراء وخير ممثلين لوطننا الحبيب ولديننا الحنيف فذلك واجب في أعناقنا. ولنعكس صورة مشرفة لوطننا ونكون مثالا للقيم التي تتوافق مع شريعتنا السمحاء وماتحتضنه أرضنا الغالية من مقدسات مشرفة.
٢٦/٩/٢٠١٤
كلنا سفراء للوطن الغالي – صحيفة الشرق
المقال في صحيفة الشرق
http://www.alsharq.net.sa/2014/09/26/1224269