ستخسر إذا لم تشترك الأن

قياسي
لابد وأنك في يوم من الأيام حصلت على اتصال من أحد المسوقين أو التقيت بأحدهم في أحد المجمّعات التجارية للتنسيق لجلسة تعريفية للتسويق لجهاز ما، أو الاشتراك في أحد المشاريع الاستثمارية.


أثناء الجلسة يبدأ المسوق باستعراض كل ما أوتي من مهارات الإلقاء والخطابة وفنون التأثير والإقناع التي تدرب عليها، ويعطيك من الكلام المعسول ليغريك بمنتجه وفي نهاية اللقاء تأتي نقطة الحسم ليزودك بعرض مغر كما يراه هو عبارة عن جهاز مجاني أو تذكرة سفر أو تخفيض بنسبة محددة ولكن بشرط أن تشترك في الحال قبل المغادرة. وإذا ماطلبت مهلة للتفكير بالأمر تغيّرت ألوانه وهدَّد بأنك ستخسر هذه الفرصة الذهبية والعرض المقدم لك وأنه لن يتكرر أبداً.

استخدام هذا الأسلوب في االتسويق في انتشار مستمر وهو يستخدم كوسيلة ضغط على العميل لاتخاذ قرار سريع والاشتراك مباشرة، وإذا لم تكن يقظاً ومتنبهاً من هذه الأساليب فستكون فريسة سهلة تقع في الفخ بسهولة قبل أن تأخذ نصيبك الكافي من الوقت للتفكير.


إنك لست بحاجة لخوض مثل هذه التجارب بنفسك لتستفيد منها ولكن يمكن الاستفادة من دروس وتجارب الآخرين لتكون على يقظة من الوقوع في تلك الشباك بدون قناعة تامة. قبل اتخاذ أي قرار تحتاج أن تجمع كل البيانات والمعلومات وتدرس البدائل والخيارات المختلفة المتوفرة بين يديك مراعياً الإيجابيات والسلبيات لكل خيار. فالمسوّق بكل تأكيد سيكون إيجابياً يقدم لك كل الإيجابيات فقط ولن يتطرق للسلبيات، وسيزودك بالمعلومات التي تدعم وتخدم منتجه فقط لإقناعك. كما تحتاج أيضاً لتقييم المخاطر المحتملة والمنفعة والاحتياج فلربما على سبيل المثال تنتهي باقتناء جهاز بمبلغ وقدره تستخدمه مرة أو مرتين عندما يكون جديداً ومن ثم تركنه في إحدى زوايا المنزل يتراكم عليه الغبار. أو تستثمر مبلغاً من المال في مشروع ما ربما لو استثمرته في مشروع آخر لكانت أرباحك أضعافاً مضاعفة.


الأمر متروك لك لتتخذ القرار المناسب بالتريث وعدم التهور وكن على ثقة بأنك لن تخسر شيئاً وإذا ما اتخذت قرارك عن قناعة وبدون أي ضغوطات وتأثيرات فإنك حتماً ستجد ماتريده لاحقاً بنفس القيمة ونفس العرض إذا لم يكن أفضل، فالشركة لم تلجأ إلى هذا الأسلوب إلا لحاجتها لكسب أكبر عدد من
 العملاء مثلك وأمثالك.

٢٠١٤/٦/٦

ستخسر إذا لم تشترك الآن