في ربـوع بلادنـا الحبيبـة أنعـم الله علينـا بشـيبة الخيـر القابعـة في أحضـان الصحــراء، حيــث تســكن صيغــة الجمــال بـيـن كثبانهــا، وبـيـن الخطــوات التــي يتركهــا المــارون علــى رمالهــا الحمــراء. والناظــر لهــذه المســاحة الصحراويــة، لفــرط جمالهــا تصمــت الكلمــات في فمــه ولا تجعلــه إلا مــرددا ومتمتمــا لكلمــات قليلــة ألا وهــي “ماشــاء الله … ســبحان الله”. حيــث يجلــس ســاكنا ومتأمــلا لكثبــان الشــيبة الرمليــة الحمــراء وهــي تكتنـف بـن ثناياهـا صبخـات مختلفـة الأشـكال، منبسـطة مفترشـة بتـرب ناصـع البيـاض، وقـد توطـدت بينهمـا العلاقـة بحيـث لايتعـدى أي منهمـا علــى الآخــر مهمــا هبــت مــن ريــاح شرســة تقهــر مــن لا يُقهر.
نعم وان انحســرت الميــاه فــوق ســطحها إلا انهــا ازدانــت بســائل آخــر مــن أجــود أنـواع الذهـب الأسـود في باطنهـا، فحقـا لهـا أن تفخـر بالحمـرة والنفـط. أمــا الحســن فيتمثــل في رجالهــا البواســل باخلاصهــم وتفانيهــم وولائهــم لوطنهـم وسـهرهم للتأكـد مـن اسـتمرارية النبـض وضمـان تدفـق الخيـرات عبــر أنابيــب امتــدت أميــالا طويلــة متوســدة الكثبــان الرمليــة.
قبــل ســنوات كمــا يعلــم الجميــع حققــت الشــركة قصــة نجــاح تشــكل أسـطورة مختلفـة عبـر تحـدي كل المصاعـب وتحويـل الحلـم الـى حقيقـة، وذلــك باكتشــاف واســتخراج الزيــت منهــا وإنشــاء أربعــة معامــل لفصــل الغـاز عـن الزيـت في أماكـن مختلفـة. وبالرغـم مـن تلـك المصاعـب إلا أن الشـركة حرصـت ودأبـت علـى وضـع اسـتراتيجيات للاسـتفادة القصـوى مـن كل الفـرص والثـروات المتوافـرة. فشـرعت في إنشـاء مشـروع الشـيبة الــذي يعــد مــن أكبــر المشــاريع لزيــادة الطاقــة الإنتاجيــة للزيــت، وإنشــاء معمــل جديــد لاســتخلاص ســوائل الغــاز الطبيعــي، وضخــه كمنتــج اخــر عبـر خـط أنابيـب مـواز لأنابيـب الزيـت. كمـا يضـم المشـروع أيضـا شـبكة مــن خطــوط الأنابيــب تربــط المنشــآت ببعضهــا، و توســعة للمرافــق الســكنية والخدمــات الأخــرى، وتأمــن طاقــة كهربائيــة لايســتهان بهــا لتشــغيل الأجهــزة و المعــدات الضخمــة.
لاتـزال قصـة نجـاح الشـركة في الشـيبة عالقـة في أذهـان موظفيهـا. لذلـك دأب الجميــع بالعمــل بــروح الفريــق الواحــد وفي بــذل الجهــود الجبــارة والتضحيـة بـكل نفيـس مـن أجـل إكمـال المشـروع بسـلامة ونجـاح ضمـن الجــدول الزمنــي المحــدد ليضيــف إلــى قصــص النجــاح قصــة أخــرى تسـطر في سـجل شـركتنا العملاقـة، وانجـاز عظيـم يضـاف الـى إنجازاتهـا يفتخــر بــه كل موظــف في عــام ٢٠١٤ م.
عبدالله عباس الحجي
القافلة الأسبوعية – أرامكو السعودية
24/3/2012
May 8, 2012
Caravan